الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

الأستاذ الدكتور: محمد أحمد خاطر

من أعلام الأزهر

الأستاذ الدكتور محمد أحمد خاطر

للدكتور علي إبراهيم محمد

أستاذ أصول اللغة

في كلية اللغة العربية بالقاهرة

جامعة الأزهر
 
( نقلا عن مدونة الدكتور: علي إبراهيم)










الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام الأتمان على خير خلق الله – تعالى – أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي الكريم ، وعلى آله ، وأصحابه ، وأزواجه ، وذرياته ، وأتباعه ، ومن سلك مسلكه ونهج منهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين . وبعد …

فقد كان من المخطط له أن تكون هذه الصفحات عن شيخنا أكثر من هذا لكي تستوعب الحديث عن كل أعماله وتتسع للحديث عن هذه الأعمال بتفصيل وتوضيح أكثر من هذا الذي بين يدي القارئ الآن ، لكن ترتيب الله – تعالى – أراد لهذه الصفحات أن تخرج في هذا الحجم لأنني عرضت الكتابة عن شيخنا على أحد أبنائنا طلاب الدراسات العليا في قسم أصول اللغة في كلية اللغة العربية بالقاهرة في شكل رسالة تسجل للحصول على درجة التخصص " الماجستير " فوافق على الفور فأردت أن أدخر ما أردت أن يُبسط على هذه الصفحات حتى تبرز هذه الرسالة جهود شيخنا بشكل يتناسب وما قدمه للغة العربية والقراءات القرآنية .


يعد أستاذنا الدكتور الشيخ محمد أحمد خاطر واحدًا من أبرز رجالات الفكر اللغوي في العصر الحديث الذين عاشوا حياة علمية ذات منهجية دقيقة ، وهو واحد من الذين يعملون في صمت ونكران ذات ابتغاء ما عند الله – تعالى – نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله - يشهد لذلك ما خلَّفه من تراث علمي رائع في الدراسات اللغوية والقراءات القرآنية ، وإن كان قليل العدد لكنه جم الفائدة عظيم الأثر ، كما أن محاضراته التي ألقاها على طلابه في الدراسات العليا في جامعة الأزهر ، وفي جامعة أم القرى مما يبين منهجية هذا العالم الجليل ، كما يبرز ذلك الرسائل العلمية التي أشرف عليها أو ناقشها في جامعتي الأزهر وأم القرى ، والأبحاث التي حكمها للنشر في مجلات علمية ، أو للترقية إلى درجات علمية ، أو تلبية لرغبة تلاميذه في الإفادة من خبراته وتوجيهات العلمية الدقيقة . ومن هذا الأخير ما رجوته فيه فلبى الرجاء حيث أرسلت إلى فضيلته بحثًا بعنوان : " أحكام نون الوقاية التركيبية من منظور علم الصوتيات " وهو في أم القرى في سنة 2006 م للإفادة من تعليقاته عليه فقرأه – رحمه الله – وأرسله إليَّ مشفوعًا بملحوظاته السديدة التي تستحق أن تكتب بماء الذهب .

وقد عرفت أستاذي من قبل هذا – رحمه الله تعالى – وأنا طالب في الدراسات العليا وبالتحديد في مرحلة تمهيدي الماجستير حيث درَّس لي مادة اللهجات العربية وكان – رحمه الله – بحرًا في علمه أفاض الله عليه من العلم كثيرًا .

وشيخنا هو الإمام اللغوي الأريب المدقق بحر علوم اللغة والقراءات القرآنية الفياض العابد الزاهد التقي النقي الأستاذ الدكتور محمد أحمد السيد محمود خاطر أستاذ أصول اللغة في كلية اللغة العربية بالقاهرة سابقًا ,وأستاذ الدراسات العليا في جامعة أم القرى ولد في قرية بلتان التابعة لمركز طوخ محافظة القليوبية في العاشر من شهر مايو سنة أربعين وتسعمائة وألف للميلاد .

حصل على الإجازة العالية " الليسانس " من كلية اللغة العربية بالقاهرة الشعبة اللغوية جامعة الأزهر سنة خمس وستين وتسعمائة وألف للميلاد بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى .

وحصل على درجة التخصص " الماجستير " من قسم أصول اللغة بالكلية ذاتها في سبتمبر سنة سبع وستين وتسعمائة وألف للميلاد بتقدير جيد جدًّا .

وحصل على درجة العالمية " الدكتوراه " من القسم نفسه والكلية ذاتها سنة سبع وسبعين وتسعمائة وألف للميلاد بتقدير مرتبة الشرف الأولى .

تم تعينه بعد حصوله على الإجازة العالية " الليسانس " في الثلاثين من شهر سبتمبر سنة خمس وستين وتسعمائة وألف للميلاد بمديرية التربية والتعليم بالفيوم مدرسًا للغة العربية وظل في هذه الوظيفة حتى أخلى طرفه منها في السابع من شهر يوليو سنة تسع وستين وتسعمائة وألف للميلاد ليعين معيدًا في كلية اللغة العربية بالقاهرة حيث تسلم العمل في هذه الوظيفة في الرابع عشر من شهر يوليو سنة تسع وستين وتسعمائة وألف للميلاد ، ثم عين مدرسًا مساعدًا في كلية اللغة العربية بالقاهرة بتاريخ الخامس من شهر أكتوبر سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة وألف للميلاد ؛ أي بعد حصوله على درجة التخصص " الماجستير " بنحو خمس سنوات وظل مدرسًا مساعدًا حتى الخامس من شهر إبريل سنة سبع وسبعين وتسعمائة وألف للميلاد .

ورقي إلى درجة مدرس في السادس من شهر إبريل سنة سبع وسبعين وتسعمائة وألف للميلاد وظل في هذه الدرجة حتى الثامن من شهر مارس سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة وألف للميلاد .

ثم رقي إلى درجة أستاذ مساعد في التاسع من شهر مارس سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة وألف للميلاد ، وظل بها حتى الرابع من شهر سبتمبر سنة تسعين وتسعمائة وألف للميلاد .

ثم رقي إلى درجة أستاذ في الخامس من شهر سبتمبر سنة تسعين وتسعمائة وألف للميلاد ، وظل على هذه الدرجة حتى استقال من كلية اللغة العربية بالقاهرة في السابع عشر من شهر أغسطس سنة خمس وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد بسبب استمراره في العمل في جامعة أم القرى .

ثم عاد إلى مصر سنة سبع وتسعين وتسعمائة للميلاد وطلب منه أعضاء هيئة التدريس في قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر العودة للقسم للإفادة من علمه وخُلقه فتقدم بطلب إلى القسم ووافق القسم على عودته وسررنا لذلك غير أن قرارًا صدر من شيخ الأزهر السابق آنذاك بتعيين العائدين المستقيلين من الأساتذة في الأقاليم فصُدمنا بسبب هذا القرار وحُرِم القسم من جهود الشيخ وبركاته فعمل في كلية الدراسات الإسلامية والعربية – بنات – بني سويف جامعة الأزهر:

أستاذًا لأصول اللغة من الثامن من شهر أكتوبر سنة سبع وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد حتى عُين عميدًا لهذه الكلية في سنة ثمان وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد ، وظل في منصب العميد حتى بلع سن التقاعد في العاشر من شهر مايو سنة خمس وألفين للميلاد ، ثم عاد لجوار بيت الله الحرام في جامعة أم القرى فور خروجه لسن التقاعد في سنة خمس وألفين للميلاد .

سفره

عمل الشيخ – رحمه الله تعالى - بالمملكة العربية السعودية في كلية الشريعة بمكة – فرع جامعة الملك عبد العزيز أستاذًا مساعدًا في العام الجامعي 1400-1401هـ .

وعمل في كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى أستاذًا مساعدًا في الفترة من : 1402 إلى 1404هـ .

وعمل في كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى أستاذًا مشاركًا في الفترة من 1410 إلى 1417هـ .

وعمل في كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى أستاذًا في الفترة من 1425- حتى تاريخ وفاته في 17 / رجب / 1432 هـ .

النتاج العلمي :

1- الإبدال اللغوي – بحث تكميلي لدرجة التخصص (الماجستير) : مرقوم على الآلة الكاتبة - 1967م ذكره موقع جامعة أم القرى بمكة المكرمة في السيرة الذاتية لشيخنا .

2- دراسة في الصيغ العربية – أصولها ، تطورها ، علاقتها بالمعنى – رسالة العالمية " الدكتوراه " وهي بإشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد نجا ، وتحمل تاريخ 1396 هـ - 1976 م ، وتوجد منها نسخة مكتوبة على الآلة الكاتبة في مكتبة الرسائل في كلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر تحت رقم 937 قديم ، و 3451 جديد .

تقع هذه الرسالة في مجلدين كبيرين يضم المجلد الأول ستًّا وأربعين وسبعمائة صفحة ، والمجلد الآخر اثنتين وثمانين وسبعمائة صفحة .

وتتكون الرسالة من تقديم ، وقسمين ، وفهارس ، أما التقديم فقد تحدث فيه شيخنا عن هدف الرسالة وهو " دراسة الصيغ العربية السماعية : تكونًا وتطورًا ودلالة " . ([1])

ثم المنشود من هذه الرسالة وهو أربعة أمور هي :

= إعداد هذه الصيغ للتنمية اللغوية بتحديد ما جاءت له من المعاني ، وما يستتبع ذلك من إمكانية القياس فيها ، والاستفادة بذلك في الوفاء بمطالب لغوية متجددة نعاني من العجز حيالها بالوضع الجديد أو الترجمة .

= تحديد أكثر الصيغ استعمالا ، وأشهر معانيها ، ووضع أسس نسترشد بها في الحكم على قدم الصيغة أو حدوثها ، والاهتداء بذلك في توجيه دراسة اللغة وتيسيرها بتقديم الأهم فالمهم ، والأكثر فالكثير ، وفي وضع المعاجم المتنوعة … ثم الاستعانة بنتائج ذلك في تذليل العربية للتعامل مع الآلة في ترجمة أو غيرها .

= وضع أساس من اللغة للاحتكام فيما يضطرب به ميدان الدراسات اللغوية من آراء تتصل بهذه القضايا .

= إمكانية التمييز بين الصيغ الأصلية في العربية والصيغ الدخيلة فيها ، وذلك يضمن لنا أن نبني – عند الحاجة – على الأولى دون الثانية ، فنصون لغتنا . ([2])

ثم تحدث عن مصادر مادته العلمية تحت ما سماه : " العدة " فقال وكانت الاستعانة في الساميات ببعض ما تيسرت دراسته والحصول عليه ، وفي المعربات بمجموعة من المصادر التي عالجت المعرب ، وفي العاميات بمجموعة تناولتها متنوعة زمانًا ومكانًا ، وفي العربية كان الاعتماد على لسان العرب لابن منظور " . ([3])

ثم تحدث عن خطته تحت ما سماه : " التنفيذ " فقال : ومن جوهر هذا الهدف كان الاتجاه إلى الإحصاء ، وفي إطاره جاءت الدراسة في قسمين : الأول مدخل وتمهيد للثاني ، وقد جاء في بابين الأول مكونات الصيغ في فصلين أحدهما عن الحروف ، والثاني عن الحركات … ، وتناول الباب الثاني ثلاث قضايا : نشأة الألفاظ العربية وأصول الصيغ ، نظرية الثنائية ، علاقة اللفظ بالمعنى . وفي القسم الثاني تُنولت الصيغ بالدراسة التحليلية مع ترتيبها عدديًّا ثلاثية فرباعية …إلخ وجاء في ستة أبواب كل في باب ، ثم تحدث عن الصعوبات التي واجهته في سبيل إعداد هذه الدراسة التي منها صعوبة إعداد الجداول وغرها مما ذكره ، ثم تحدث عن ما تحقق في هذه الرسالة وما لم يتحقق ، ثم تحدث عن بعض النقود التي يمكن أن توجه إلى هذا العمل وذكر الرد عليها ، ثم ختم هذا التقديم بكلمة شكر لبعض من قدموا يد العون .

وبعد هذا التقديم يأتي القسم الأول ببابيه الأول والثاني وبنهاية الباب الثاني ينتهي القسم الأول من هذه الرسالة .

يلي ذلك القسم الثاني من الرسالة الذي يأتي في شكل ستة أبواب درس في كل باب صيغة من صيغ العربية الست ، ففي الباب الأول درس الصيغ الثلاثية ، وفي الباب الثاني درس الصيغ الرباعية ، وفي الباب الثالث درس الصيغ الخماسية ، وفي الباب الرابع درس الصيغ السداسية ، وفي الباب الخامس درس الصيغ السباعية ، وفي الباب السادس درس الصيغ الثمانية .

ويأتي بعد الباب السادس مراجع الرسالة ، ثم فهرس الأبواب والموضوعات . وذكر في نهاية هذا الفهرس أن هناك ملاحق مخطوطة ، وفهارس تفصيلية مخطوطة . ([4])

ولهذه الرسالة أهداف نبيلة في خدمة العربية لغة القرآن الكريم . ومن على هذه الصفحات أوجه نداءً لأسرة الشيخ أن يجاهدوا من أجل طباعة هذا العمل العلمي ليرى النور وليتم النفع به ، كما أوجه نداءً إلى المسئولين في كلية اللغة العربية بالقاهرة أن يكون لها دور في إخراج هذا السفر إلى النور من خلال تقديمه لمجمع اللغة العربية بالقاهرة مشفوعًا بتزكية ودعوة المجمع للقيام بطبعه . وكلنا أمل في أن تلقى هذه الرسالة اهتمام المجمع بها وطبعها على نفقته لما فيها من نفع عظيم للغتنا العربية .

البحوث المنشورة :

1- الظواهر اللهجية في المصباح المنير إحصاء وتأصيل وتحليل ، بحث منشور في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة – جامعة الأزهر . العدد الثالث 1405 هـ - 1985 م ، ويقع في الصفحات من 161 – 209 وفي آخره أشار أستاذنا إلى أن له تتمة .

وبدأ الشيخ هذا البحث بحمد الله – تعالى ، ثم الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد ومن تبع هداه ، ثم تحدث عن قيمة المصباح المنير وطبعاته ، وعن عمله في هذا البحث الذي أشار إلى أنه سيكون على مراحل تتمثل في دراسة الظواهر اللهجية في هذا الكتاب دراسة تبدأ بالعرض والإحصاء ، فالتأصيل ، فالدراسة والتحليل .

وما جاء في هذا العدد من المجلة هو العرض والإحصاء حيث يقول شيخنا : " وما بين يديك كلام الفيومي بلفظه – في هذا المقال – " . ([5])

وقد اقتصر الشيخ على النصوص اللهجية المنسوبة ورتبها ترتيبًا أساسيًّا على الترتيب الألفبائي حسب القبيلة الناطقة بالنص اللهجي ، وبدأها بأزد الشنوءة وختمها باليمن ، ورتبها ترتيبًا آخر داخليًّا حسب مستويات اللغة الصوتية والصرفية والتركيبية ، وأعطى كل مستوى رقمًا ، فالنص اللهجي المنتمي للأصوات يأخذ الرقم 1 ، والنص اللهجي المتصل بالأبنية يحمل الرقم 2 ، والنص المتصل بالتراكيب يحمل الرقم 3 ، وقد بلغت النصوص اللهجية في هذا البحث نحو مائتين وخمسين نصًّا منسوبة إلى سبعة وأربعين صاحب لهجة على النحو الآتي :



م
صاحب النص
العدد
م
صاحب النص
العدد
م
صاحب النص
العدد
1
أزد شنوءة
1
16
ربيعة " بنو "
1
32
قضاعة
2
2
أسد
15
17
السواد
" كلام أهل "
1
33
قيس
" بعض "
8
3
الأمصار " أهل "
2
18
الشام
7
34
قيس عيلان " بعض "
2
4
البحرين " أهل "
2
19
شهل
1
35
كعب" بنو "
3
5
البصرة
" أهل "
2
20
طيئ
6
36
كلاب"بنو "
7
6
بكر بن وائل
2
21
العالية "أهل "
8
37
كنانة " بنو "
2
7
تميم " بنو "
50
22
عامر
" بنو "
5
38
المدينة
" أهل "
3
8
تهامة
" أهل "
4
23
عجل
"بنو "
1
39
مضر " عليا ..سفلى "
1
9
جذام
1
24
عدي الرباب
1
40
مكة " أهل "
2
10
الحارث بن كعب
2
25
العراق
" أهل "
4
41
مهرة
" أهل "
1
11
الحاضرة ، الحضر
2
26
عقيل
" بنو "
7
42
النبي – صلى الله عليه وسلم -
1
12
الحجاز " أهل "
50
27
عكل
" بعض "
2
43
نجد " أهل "
14
13
الحرم
" أهل "
1
28
عمان
" أهل"
1
44
النخع
1
14
حمير
2
29
العنبر
" بلعنبر "
1
45
هذيل
" بنو "
8
15
خثعم
1
30
قريش
4
46
اليمامة
1
31
قشير
" بنو "
1
47
اليمن
" أهل "
16


2- إتباع الحركة في القراءات ، بحث منشور في مجلة كلية اللغة العربية بالقاهرة – جامعة الأزهر العدد الثامن 1410 هـ - 1990 م ويقع في سبع وأربعين صفحة في الصفحات من 3 – 49 .

وقد بدأ شيخي هذا البحث بتعريف الإتباع في اللغة وفي الاصطلاح وهنا ذكر تعريف ابن فارس للإتباع ، ثم تحدث عن إتباع الكلمة وإتباع الحركة ، وذكر أنه يقصد في بحثه دراسة إتباع الحركة فقال : وهناك ضرب آخر من الإتباع وهو : أن تتبع الحركة أو السكون حركة أخرى سابقة أو لاحقة فتغير عما حقها أن تكون عليه لتماثل الحركة المتبوعة … وهذا الضرب هو المقصود بهذا البحث ، ويمكن أن نطلق عليه " إتباع الحركة " تخصيصًا له . ([6])

ثم تحدث الشيخ في هذا البحث عن الإتباع عند المتقدمين والمعاصرين وهنا بين اهتمام العلماء القدامى بإتباع الكلمة بداية من سيبويه الذي أشار إليه في مواطن من كتابه ، ومرورًا بالعلماء الذين اهتموا به فعقدوا له مباحث في مصنفاتهم ، أو صنفوا رسائل مفردة جمعت فيها الاستعمالات التي جاءت من أساليبه كالكسائي ، والفراء ، وأبي عبيد ، وثعلب ، وابن دريد ، والفارابي ، وأبي علي القالي ، وابن فارس ، والجوهري ، والثعالبي ، وابن سيده ، وابن الدهان .

أما إتباع الحركة فذكر أن القدامى لم يهتموا به ، وإنما أشاروا إليه إشارات مفردة متناثرة لم يجمعها باب ولا مبحث ، وذكر أن أوسع ما خلفه المتقدمون فيه ما جمعه ابن جني في الخصائص في باب الساكن والمتحرك وفيه جماع ما ذكره في المواضع الأخرى وزيادة عليه .

وعن جهود المعاصرين في دراسة الإتباع ذكر الشيخ أن من تحدث عن الإتباع من المعاصرين ردد ما قرره المتقدمون في إتباع الكلمة ، ولا يكادون يعنون بإتباع غيره ، ومنهم من جعله في الحركات شاملا لإتباع الحركة وغيره .

وذكر أن من تحدث منهم عنه في دراسة الصوائت قصره على إتباع الحركة ، وعدوه ضربًا مما سموه المماثلة التي غلب استعمالها في مقابل essimilation ، وبعضهم وضع في مقابل ذلك الترجمة " بالانسجام الصوتي في أصوات اللغة " ، وبعضهم سمى إتباع الحركة " الانسجام المدي " في مقابل " vowel harmooy ويرى أستاذنا أن كل هذا لا يعد بحثًا لإتباع الحركة ، إنما هي إشارات سريعة مقتضبة . ([7])

ثم أردف ذلك الحديث عن الإتباع في القراءات القرآنية ، وقد اقتصر من صور الإتباع على ما أشار أحد مصادر البحث إليه أنه من الإتباع ، ومصادره التي نص عليها هي : إعراب القرآن للنحاس ، ومختصر في شواذ القرآن لابن خالويه ، وشواذ القراءة للكرماني ، والبحر المحيط لأبي حيان .

أما جهات الإتباع التي عني بدراستها فهي : نوع الحركة التابعة والمتبوعة ، ورتبة كلتيهما بالنسبة لصاحبتها تقدمًا وتأخرًا ، واتصالهما أو الفصل بينهما بساكن ، وموضعهما من الكلمة : أفي صيغة اسم أو فعل أصلية أو فرعية ؟ أو في حركة إعراب أو بناء ؟ أو في حرف بنية لا يدخل في الأبنية ؟ أو في حركة التقاء ساكنين ؟ ومن وقع الإتباع في قراءته ؟ ودرجة شيوع صوره المختلفة . ([8])

وتتجلى في حدود دراسة شيخنا لإتباع الحركة في القراءات القرآنية حقائق منها :

= أن إتباع السكون للحركة أكثر من إتباع الحركة للحركة من حيث عدد

الشواهد وتنوع الظواهر والمواضع .

= أن إتباع السكون للضمة أكثر من إتباعه للفتحة وأن إتباعه للكسرة نادر .