الاثنين، 25 يوليو 2011

استراحة محارب


كتبهاmohammad hawa ، في 27 فبراير 2010 الساعة: 07:25 ص

استراحة محارب
د. محمد محمود حوا

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ - أَوْ شَابًّا - فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلَ عَنْهَا - أَوْ عَنْهُ - فَقَالُوا مَاتَ. قَالَ « أَفَلاَ كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِى ». قَالَ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا - أَوْ أَمْرَهُ - فَقَالَ « دُلُّونِى عَلَى قَبْرِهِ ». فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ « إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاَتِى عَلَيْهِمْ » [رواه البخاري ومسلم واللفظ له].
صلى الله عليك يا خير البشر، يجمع/تجمع القمامة لا يأبه به/بها أحد، يصلي عليه/عليها خير خلق الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعو له /لها.
هنيئاً لها.
أين المحارب في الموضوع وأين الاستراحة؟
إليكم القصة
ذات يوم كنت عائداً من أحدى المناسبات مع أهلي وكنت قد اتفقت معها أن نخرج من الحفل الساعة الثانية عشرة كحد أقصى [ديمقراطية يعني]، سواء وضع العشاء أو لم يوضع لأن مناسباتنا صارت مضيعة للوقت في أغلب الأحيان، ولو لم يكن فيها من سوء سوى احتمال ضياع صلاة الفجر بسبب السهر، لكان سببا كافيا وشرعياً في عدم الحضور.
وفعلاً خرجنا من الحفل دون عشاء، فأردت أن أقف على كفتيريا لآخذ عشاء نتناوله في السيارة استثماراً للوقت ريثما نصل المنزل.
وقفت أمام كفتيريا واشتريت منها ما أريد وخرجت، وعلى حافة الرصيف رأيت؟
ماذا رأيت؟ ويا لعظمة ما رأيت! ويا لغرابة ما رأيت!
في منتصف الليل، على حافة رصيف، بجوار عربة متهالكة من كثرة البحث عن علب البيبسي والكراتين الفارغة جلست تلك المرأة السوداء في لون بشرتها لترتاح، وحق لها أن ترتاح، فمن يعرف حر جدة في الصيف ورطوبتها وصعوبة الجو فيها يدرك ذلك، فكيف بمن تجول طوال النهار لتبحث في حاويات القمامة لتجد علبة معدنية أو صندوقا كرتونياً لتجمع ذلك كله وتبيعه ببضعة ريالات لا تكاد تسد جوعاً ولا تكسو عارياً؟ لكنها الحياة صعبة -كما يقول البعض- ونحن الذين جعلناها صعبة ببعدنا عن منهج الله في إخراج الزكاة وتوزيع الصدقات.
ما الغريب في هذا المنظر وهو يتكرر في جدة ومكة كثيراً؟
الغريب أني رأيت ما لم أكن أتوقعه.
ماذا تتوقع أني رأيت؟
ركبت السيارة وسلمت على الأهل، وقلت لها ماذا رأيت؟
قلت إن المرأة سوداء البشرة ، نعم لكنها بيضاء القلب مؤمنة صالحة فيما أحسب.
لقد جلست لترتاح على الرصيف، وإذا بها تخرج من داخل عباءتها المهلهلة جزءا من القرآن، وقد تفككت صفحاته من كثرة القراءة، أخرجت ذلك الجزء وجلست تقرأ وتتبع الكلمات بإصبعها فهي فيما يبدو إفريقية غير عربية.
سوداء، في ليل مظلم تنير قلبها ودربها بكتاب ربها.
ركبت السيارة وسلمت على الأهل، ونظرت إلى تلك المرأة وقلت لأهلي أتدرين ماذا تفعل هذه المرأة التي على الرصيف؟ إنها تقرأ القرآن، فلم تتمالك دمعتها.
حقاً: حال هذه المرأة فيما أحسب والعلم عند الله - كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من أمتى من لو جاء أحدَكم يسأله دينارا لم يعطه، ولو سأله درهما لم يعطه، ولو سأله فلسا لم يعطه، ولو سأل الله الجنة أعطاه إياها، ذى طمرين لو أقسم على الله لأبره) [رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح)
فأين شباب وفتيات الإسلام، يتعبون من التسكع والفراغ، ويطفشون من اللهو والعبث، ثم لا تجد لكتاب ربهم في حياتهم نصيباً إلا ما هو مقرر في المدرسة إلا ما رحم ربي.
هلاً حاربنا شهواتنا ونزواتنا وشياطين الجن والإنس فينا، لنرتاح "استراحة محارب" مع كتاب الله وبين يدي الله.
أتمنى ذلك، وما ذلك على الله بعزيز.

الاثنين، 21 فبراير 2011

الدعوة بالابتسامة

من الرائع أن نطور أنفسنا و ندعو إلى الله بالوجه الطلق البسوم ، ومن تجربة واقعية مع طلاب صفي وجدتهم شديدي الانجذاب لهذا الشيخ الجليل ، و على صعيد آخر قدمت لهم علماء آخرين لكن ظهر فرق كبير في مدي تتبع الطلاب لكلا الجانبين ، فلننتبه لهذا الفرق.